الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناولت مخدر المعجون فأصبت بوسوسة وتغرب عن الذات!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب أبلغ من العمر 20 سنة، بدأت معاناتي قبل ثلاثة أشهر بعد أن جربت أكل مادة مخدرة تسمى المعجون أنا وصديقي، وقبل أكلها كنت موسوسا أنها قد تجنني، المهم بعد ربع ساعة من أكلها بدأت الوساوس أنني سأفقد عقلي، فجاءتني نوبة هلع ظننته الجنون؛ لأنني لم أعرف ما هي، الغريب أن صديقي كان سعيدا.

ذهبت إلى المنزل فصارحت والدي بالموضوع فقال لي سنذهب في الصباح للمستشفى. لم أنم الليل كله حتى الصباح، ذهبت فأخدت حقنة لإخراج السموم وفيتامين ب، شعرت بتحسن لكنني ظللت موسوسا.

بعد مرور أسبوع أصبحت أخرج من المنزل للقاء الأصدقاء، فتفأجات بالنوبة بعد رؤية شخص مصاب بالجنون، بعد ذلك أصبت بقلق دائم ووسوسة دائمة وتغرب عن الذات وكأنني في حلم، وأرق دقات سريعة بالقلب، فقلت في نفسي: إنه بداية الجنون، كنت مرتعبا ولم أشعر بتحسن حتى كتبت الأعراض في الويب، فتفاجأت أن عددا كبيرا يعاني من نفس الأعراض وأنها قابلة للشفاء.

ارتحت نوعا ما لكن الوسواس من الجنون لا زال يلازمني، ولا زلت قلقا وخائفا من كل شيء، فقررت الذهاب عند طبيب نفسي، شخص حالتي وأعطاني سيرترالين نصف حبة لمدة شهر، وأنا الآن أشعر بتحسن بعد 28 يوما.

أنا ألعب الرياضة ومحافظ على الصلاة والدعاء، وأخرج مع الأصدقاء، أقوم بتمارين الاسترخاء والتأمل والتنويم الإيحائي، وأشرب الدواء، وأحاول أن أفكر بإيجابية، لكنني لا أشعر بارتياح، وأكره أن أرى شخصا مجنونا، وإذا قرأت عن الفصام أقول في نفسي: إنه سيصيبني وسأصبح مجنونا، وأستغرب أنني لا أخاف الموت والمرض لكن أخاف وأشعر بالرعب من فكرة فقدان العقل، خصوصا عندما يأتيني التغرب عن الذات، رغم معرفتي أن التغرب عن الذات، ودقات القلب، والأرق سببها القلق النفسي، لكن مع ذلك فكرة إصابتي بالجنون متسلطة.

أنا امتنعت عن كل المخدرات الآن، فهل ممكن أن أصاب بالجنون بهذه الوساوس أم سأتعالج نهائيا؟ أريد طريقة أبعد بها هذه الفكرة وهذا القلق. أنا الآن مواظب على العلاج السلوكي والمعرفي والدوائي مند شهر تقريبا، لكنني لا أشعر إلا بتحسن بسيط، وفي بعض الأوقات أقول إنني تعافيت لكني أنتكس.

بماذا تنصحني؟ بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأستسمح على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مخدر المعجون منتشر في المغرب ويصنع من مواد محلية، ولعل من مكوناته الحشيش أو نبات الغنق، وما حصل معك هو نوبة هلع وقلق ناتجة من استعمال هذا المخدر، والحمدلله أنك توقفت عنه وقد تستمر لفترة من الوقت، ولكنها سوف تنتهي -بإذن الله- ولا تتطور إلى أي مرض خطير مثل الأمراض الذهانية أو كما ذكرت الجنون، بل هو قلق ونوبة هلع وقد تختفي بعد فترة حتى بعد التوقف من استعمال المخدر، قد تستمر لفترة من الوقت ولكنها سوف تنتهي.

والسيرترالين هو من أكثر العلاجات الفعالة لهذا الشيء، وقد جربته أنا بنفسي مع كثير من المرضى واستفادوا منه، وبما أنك الآن استعملت السيرترلين والعلاج السلوكي المعرفي فهذا هو العلاج المناسب، ولكن نصيحتي بأن تزيد السيرترالين من نصف حبة إلى حبة كاملة، نصف حبة قد لا تكون كافية لعلاج ما حصل معك من نوبات الهلع وقلق؛ فنصيحتي أن تزيد إلى حبة كاملة بالتشاور مع الطبيب الذي تتعالج عنده، وعليك بمواصلة زيارة الطبيب والاستمرار في العلاج السلوكي المعرفي. شهر ليست فترة كافية وإن شاء الله تزول هذه الأعراض، وبعد زوال هذه الأعراض عليك أيضاً في الاستمرار في العلاج حتى تختفي تماماً ويأمر الطبيب بوقف العلاج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر Chouaib

    نفس الحالة متواصلة معي منذ ثلاثة أشهر ونصف أحيانا تخف وأحيانا تزيد حدة ربي يشافينا

  • الجزائر Chouaib

    نفس الحالة منذ أربعة أشهر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً