الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أغيير وظيفتي بسبب رهاب الأداء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الرهاب، وأعتقد أنه بسيط نسبيا، ولكن له تأثير شديد جدا على حياتي العملية.
مشكلتي الأساسية بالتحديد في البريزنتيشن والتعبير عن الرأي أمام الجمع بشكل عام والمواجهة، وعندما أكون محل الأنظار والانتباه.

رغم حصولي على ترقية في عملي نتيجة مجهودي ومهاراتي، ولكن النتيجة جاءت بالعكس، حيث يتوجب علي أن أقوم بعمل البريزنتيشن بشكل أسبوعي تقريبا، وأحاول التهرب منه حتى الآن، حيث أنه لا يمكنني المحاولة، وأفكر جديا في الاستقالة.

هذا الشعور جعلني أرغب في تغيير العمل، حتى أحلامي أصبح لها حدود، ولا أستطيع الحلم بالوصول للمناصب الكبيرة، وعرض مشاريعي وإنجازاتي في العمل، أعتقد أن حياتي ستصبح أفضل إذا استطعت التغلب على هذه العلة وهذا العقبة.

أعراضي الأساسية هي:
1- خوف شديد قبل التعرض للموقف، وكلما اقترب الوقت للموقف حتى الاجتماعات أحذرها وأنا خائف من طلب الحديث مني.
2- لا يوجد احمرار أو التعرق بشكل كبير، ولا يظهر على شكلي، ولكن المشكلة هي أن صوتي لا يظهر، وربما لا أستطيع التحدث وأصبح كالأبكم.

ذهبت إلى الطبيب منذ حوالي خمسة أشهر، وكتب لي دواء سيروكسات، وقمت بشراء الدواء بالفعل، وعند بحثي على الإنترنت وجدت أن الجميع تقريبا يشتكون منه ومن أعراضه، هذا غير الأعراض الانسحابية التي اضطرت الكثير ليستمروا عليه سنوات طويلة، وبالتالي قررت عدم تناوله.

قرأت على الإنترنت أن الإنديرال ربما يساعد في المواقف، واستخدمته أكثر من مرة، ووجدت تحسنا طفيفا، ولكنني أعتقد أنني بحاجة لعلاج أفضل، ولكني في نفس الوقت أخاف من أعراض الأدوية.

رغم إدراكي أن مرضي هو مرض مزمن، وعلاجه له ثمن يتمثل في أعراضه أولا قبل أي شيء، لكنني لا أستطيع التحديد هل استمر بحياتي كذلك وأغير عملي إلى عمل أقل أهمية، وبالتالي دخل أقل، أم أتناول العلاج وأصبح إنسانا أفضل وناجحا؟

استشرت زوجتي وهي ترفض تناول العلاج أيضا، وتقول بأنني طبيعي، وربما هي لا تستطيع تفهم الوضع، ولأنني فعلا طبيعي مع الأهل والأصدقاء والزملاء والاجتماعات اليومية، ولكن مشكلتي الرئيسية في البريزنتيشن والإلقاء أمام جمع من الناس، وأن أكون محور اهتمام ونظر.

لذا يرجى الإفادة بخطة للعلاج تتناسب مع حالتي، ولا أعلم إذا كان اللوسترال أفضل لحالتي، أو إذا كان أقل من ناحية الأعراض؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، أنا أرى أنه لديك ما نسميه برهاب الأداء، وهو نوع من الرهاب الاجتماعي الظرفي، ويعتبر حاجة بسيطة جداً ولا أعتقد أنك محتاج للزيروكسات، ولا حتى الزوالفت، الأندرال سيكون دواء ناجعا جداً ومفيدا جداً إذا استصحبته بالتعرض السلوكي والتواصل الاجتماعي المستمر.

أخي الكريم: من أهم العلاجات هو أن تحقر فكرة هذا الخوف، لا بد أن تجري حوارا مع ذاتك أنك -الحمد لله- مقتدر، وصاحب مهارة، وأصلاً لن يطلب منك البرزنتيشن إذا لم تكن أهلا لذلك، والذين يستمعون إليك هم بشر مثلك ولحم ودم، فأجر مع من نفسك هذا النوع من الحوار، والأمر الآخر هو أن تجري تجارب متكررة قبل البرزنتيشن الحقيقي، وأنت في الغرفة قم بعرض البرزنتيشن نفسه وتصور أنك أمام جمع من الناس وهكذا، وحين تقوم بتسجيل البرزنتيشن وتستمع إليه هذا سوف يعطيك ثقة كبيرة جداً في نفسك، تدرب أيضاً على التمارين الاسترخائية، تمارين التنفس على وجه الخصوص، اجلس في مكان هادئ أو كن على السرير، اغمض عينيك قليلاً، افتح فمك قليلاً ثم خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، اجعل صدرك يمتلئ بالهواء، وفترة الشهيق يجب أن تكون في حدود 7 إلى 8 ثوان، بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك لمدة 4 إلى 5 ثوان، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، ويجب أن يكون أيضاً 7 إلى 8 ثواني، ويكون بقوة وبطء، كرر هذا التمرين 5 مرات متتالية بمعدل مرتين في اليوم.

في بدايات البرزنتيشن بصورة لا يلاحظها الآخرون قم بأخذ نفس عميق وهذا يساعدك كثيراً، على النطاق الاجتماعي لا بد أن يكون لك حضور حقيقي، ممارسة رياضة جماعية، الذهاب إلى أماكن التجمعات، الصلاة مع الجماعة في المسجد في الصف الأول هذه كلها علاجات مهمة وأساسية ومفيدة جداً، و-يا أخي الكريم- أيضاً حاول دائماً أن تلاحظ تعبيرات وجهك ولغة جسدك ونبرت صوتك، لأن هذه هي المدخلات الرئيسية التي من خلالها نخاطب ونواجه الآخرين، بالنسبة للاندرال أنا أراه دواء رائع جداً لمثل هذه الحالات، وأفضل أن تأخذه بجرعة 10 مليجرام صباح ومساء لمدة أسبوعين، ثم 10 مليجرام صباحاً لمدة اسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

بعد ذلك يمكن أن تتناوله بجرعة 20 مليجراما ساعتين قبل البرزنتيشن أي عند اللزوم، الاندرال دواء متميز وينتمي لمجموعة من الأدوية تسمى بكوابح البيتا، وهو يتحكم تماماً في الجهاز العصبي السمبثاوي اللإرادي والذي حين ينشط يؤدي إلى إفراز مادة الادرينالين وهي المادة المثيرة للخفقان والتوتر الداخلي، فهو دواء رائع وحالتك بسيطة حقيقة لو كانت شديدة أنا كنت طلبت منك تناول الاسترال أو حتى الزيروكسات، لكن لا أعتقد أنك في حاجة إلى هذه المكونات الدوائية، ما ذكرته زوجتك صحيح لكن من الضروري أن تبني قاعدة علاجية جيدة بتطبيقات السلوكية وكذلك تناول الاندرال بالكيفية والصورة التي ذكرتها لك.

أخي الكريم: لا تغير مكان عملك على العكس المواجهات دائماً هي وسيلة العلاج، الهروب والتجنب يؤدي إلى المزيد من الانزواء والهربة الاجتماعية وربما تظهر مخاوف أخرى، كن دائماً في الصفوف الأمامية في كل شيء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً