الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع التغلب على الخوف من مواجهة الجمهور؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الخوف والارتباك أثناء إلقاء المحاضرات أو التقديم، ويصاحبني الخوف قبل أيام من معرفتي بأنني سوف أقف أمام الناس لإلقاء محاضرتي، وأنا بطبعي إنسان اجتماعي وأحب الاختلاط بالناس، ولكن فقط ما أعانيه هو الخوف من إلقاء المحاضرات.

قريبا سوف أدخل دورة تحدد مستقبلي العملي، قابلت دكتورا نفسيا ووصف لي دواء cipralx 20m ودواء xanax 0.25 آخذها قبل المحاضرة بساعة، ولكني حتى الآن لم أبدأ في تناول الأدوية، مع العلم بأن ما يهمني هو وقوفي لإلقاء المحاضرات والتخفيف من سرعة ضربات القلب والارتباك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي تعاني منه نسميه بقلق الأداء أو رهاب الأداء، وهو ليس رهابا اجتماعيا حقيقيا، لأنك إنسان اجتماعي وتحب الاختلاط بالناس وليس لديك مشكلة في هذا.

أيها الفاضل الكريم: سلوكياً يجب أن تحقر فكرة الخوف، فأنت حباك الله تعالى بمقدرات معرفية وعلمية، وحين تقدم موضوعاً أمام الناس هذا يعني أنك لا تقل عنهم أبداً، وربما تكون أفضل من الكثير منهم، المهم هو أن تحترم الذين تخاطبهم ولكن لا تتهيبهم أبداً، ودائماً حاول أن تعرض نفسك قبل الخوض في مثل هذه التقديمات بأن تتصور وتتخيل أنك أمام جمع كبير من الناس، وتقوم بالفعل بإلقاء المادة التي سوف تقدمها، حتى ولو جزئياً، كرر هذا عدة مرات، وقد وجدنا أيضاً أن الصلاة مع الجماعة في الصف الأول وخلف الإمام، وأن تتصور أنك ربما تنوب عن الإمام إذا طرأ عليه طارئ أثناء الصلاة، هذا وجدناه من التمارين العظيمة جداً التي تقلل من قلق الأداء.

مارس أيضاً رياضة جماعية وطبق تمارين التنفس، خاصة تمارين التنفس التدرجي والتي أشرنا إليها في استشارة إسلام ويب والتي رقمها: (2136015).

بالنسبة للعلاج الدوائي: السبرالكس دواء ممتاز قطعاً، والزاناكس دواء إسعافي أيضاً ممتاز، جرعة السبرالكس أراها كبيرة نسبياً -مع احترامي الشديد للطبيب- لكن إذا بدأت بـ 10 مليجرام قد يكون هذا أفضل، وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى 20 مليجرام، وهذه جرعة علاجية ممتازة يمكن أن تستمر عليها لمدة شهرين، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام يومياً لمدة شهرين آخرين، ثم 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للزاناكس فهو دواء إسعافي سريع، لكنه قد يؤدي إلى استرخاء زائد قبل إلقاء المحاضرة أو تقديم العرض، لذا يمكنك أن تتناوله في الليلة التي قبل التقديم، ويوجد دواء آخر وهو الاندرال، البروبرانانول هذا دواء إسعافي ممتاز جداً، ويتم تناوله بجرعة 20 مليجرام ساعتين قبل التقديم للمحاضرة، الاندرال أو الذي يعرف بروبرانانول والذي ينتمي لمجموعة من الأدوية تسمى كوابح البيتا، يعمل من خلال التحكم في إفراز مادة الأدرينالين، والتي أصلاً زيادة إفرازها عن طريق تنشيط الجهاز السمبثاوي أو العصبي اللإرادي هو الذي يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب عند الخوف والرهبة، ولذا تناول الاندرال يحجم تماماً سرعة إفراز الأدرينالين، مما يجعل القلب في حالة ضربات عادية وهدوء تام، وهذا قطعاً يجعلك لا تحس بالأعراض الجسدية للخوف.

وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عمان احمد يحيى عبدالله

    شكرا لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً