الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتابني القلق مرة أخرى بعد تقليل جرعة الزيروكسات، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكر الله لكم، ووفقكم، ورزقكم جنات النعيم على ما تقدمونه من مساعدات للمرضى.

كنت أعاني من قلق واكتئاب وخوف من الأمراض، وكان إذا حصل لي أي شيء أراجع الاستشاري، وخاصة في خفقان القلب وضيق النفس، والدوخة، والإحساس بالموت، وكنت أعاني من الخوف عند مقابلة الجمهور أو الاجتماعات بعض الأحيان.

وراجعت العديد من الأطباء، وآخرهم استشاري مخ وأعصاب، وقال لا بد أن تراجع استشاريا نفسيا، ثم ذهبت عام 1436 شهر 12، وصرف لي باروكسات 30 م، والحمد لله مكثت سنتين وتغير وضعي إلى الأحسن جدا، ثم أردت ترك العلاج لعدة أسباب؛ لما له من آثار خاصة تتعلق بالأمور الجنسية، وأنا مقبل على زواج، ولأني اكتفيت وأحسست بالشفاء بعد الله سبحانه، ثم راجعت الدكتور، وقال: قلل الجرعة إلى 20 م لمدة شهر، ثم إلى 10 م لمدة شهر، ثم 5 م.

استمررت على 20 -والحمد لله-، ثم قللت الجرعة لـ10 م لمدة 8 شهور، وهنا بدأت أحس بثقل في رأسي وعيني، وبدأ القلق ينتابني مرة أخرى، ثم رجعت للدكتور، وقال ارجع لـ20، ورجعت، ثم أردت تركه نهائيا، فبدأت بتقليل الجرعة إلى 15، ثم إلى 10، ولكني أحس بدوخة وصعق في رأسي، وخمول، وعدم الرغبة في الاجتماعات، وأحسست بثقل في لساني وأعراض غيرها، ثم قررت أنه لابد من تركه؛ لأني إذا شاء الله سوف أدخل دورة عسكرية وبعدها أتزوج، فبدأت أقلل إلى 5 م لمدة خمسة أيام حسب كلام الدكتور، وصرف لي علاجا اسمه اندريال 40 م، وقال لي تناول نصف حبة مساء ونصف حبة صباحا، ولكن ذبحني التفكير في أعراضه، وأحس بثقل في رأسي، وأي حركة أعملها أحس بمجهود كبير وخفقان.

أرجو من الله ثم منكم مساعدتي على ترك هذا العلاج بمساعدة علاج ثان حتى تختفي أعراضه التي أتعبتني، اليوم هو ثالث يوم أستخدم فيه 5 م، لكن الأعراض شديدة جدا، ومنها ثقل في الرأس، وعدم الرغبة في الاجتماعات حتى مع الأهل والأصدقاء، وتفكير وكسل شديد، وتوهان، وعدم التركيز، مع العلم أني لم أترك الرقية الشرعية

هذا ما أعاني منه، وأرجو من الله ثم منكم إرشادي في صرف علاج مساعد؛ حتى أرتاح من مضادات الاكتئاب، وأسأل الله أن يرزقكم الجنة ويحفظكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

لا شك أن الزيروكسات علاج مثالي جداً لعلاج الخوف والرهبة الاجتماعية وكذلك الاكتئاب، لكن يعاب عليه بالفعل أن آثاره الانسحابية تكون شديدة جداً حتى ولو تدرج الإنسان في التوقف منه، وما حدث لك بالفعل هي أعراض انسحابية، زادت عليها رجوع نسبي في أعراض الرهاب الاجتماعي.

أنا أبشرك أن البروزاك والذي هو في الأصل أحد مضادات الاكتئاب، لكنه عقار يتميز أنه أيضاً يعالج المخاوف، وفي ذات الوقت لديه إفرازات ثانوية ممتازة جداً، أبشرك أنه لا ينتج عنه أبداً أي أعراض انسحابية حين التوقف عنه، بالرغم من تحفظك حول مضادات الاكتئاب، لكن أنا أقول لك: إن البروزاك سيكون الأنسب، ولن تحتاج له لمدة طويلة.

وبجانب البروزاك أريدك أن تستعمل عقار دوجماتيل؛ لأنه سريع الفاعلية، وسوف يساعد على إخفاء هذه الأعراض تماماً. إذاً: ابدأ في تناول الدوجماتيل بجرعة 50 مليجراما صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم اجعلها 50 مليجراما مساء لمدة أسبوعين أيضاً، ثم توقف عنه تماماً.

أما بالنسبة للبروزاك؛ فابدأ فيه بجرعة 20 مليجراما، وبعد أسبوع توقف تماماً عن الزيروكسات، أي 50 مليجراما التي تتناولها، وبعد ذلك استمر على البروزاك لوحده بجرعة كبسولة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن العلاج الدوائي تماماً.

أعتقد أن هذه أفضل طريقة وخطة لتمنع إن شاء الله تعالى عودة الأعراض الرهابية، وفي ذات الوقت لا تجعلك عرضة أبداً للأعراض الانسحابية للأدوية، لكن من المهم جداً أخي فارس أن تدعم آلياتك السلوكية، كالتواصل الاجتماعي المستمر، الثقة في النفس، الإيجابية، حسن إدارة الوقت -أخي الكريم- هذه كلها مطلوبة، وممارسة الرياضة، والحفاظ على الصلاة مع الجماعة هذه آليات علاجية ممتازة جداً، وبفضل الله تعالى هي موجودة في مجتمعنا، والإنسان حين يوطد من تواصله الاجتماعي ويكون إنساناً مقداماً في تلبية الدعوات والمشاركات الاجتماعية، وبناء علاقات اجتماعية ممتازة وفاعلة؛ هذا قطعاً يجعله يشعر بالثقة، وفي نفس الوقت يعالج تماماً الأعراض التي تعاني منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً