الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينعتوني بكلمة (غلبان) وهذه تضايقني حتى صرت أنفر ممن حولي، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا عندي مشكلة في مجال عملي، يقال عني كثيرا أني مظلوم (غلبان)، فأصبحت أغضب في داخلي من هذه الكلمة، ولا أستطيع الرد على من يقول هذه الكلمة، ولا أعرف ما هو الرد المناسب لها؟

أشعر بضيق في الصدر بعد سماع هذه الكلمة والرغبة في الابتعاد عن الآخرين والجلوس منفردا،
ووصل بي الأمر إلى أني عندما يتحدث الآخرون أشعر بالخوف من سماع هذه الكلمة، مما جعلني بعيدا عنهم، غير قادر على العمل، خائف من الذهاب للعمل، لا أعرف ماذا أفعل؟

أفيدوني رجاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مثل هذه الكلمات -أيها الفاضل الكريم- لا تصدر إلا من أناس همهم مراقبة الناس والحكم على الناس، والتدخل في شؤون الناس، وهؤلاء من وجهة نظري يعانون من نواقص كثيرة في شخصياتهم، مثل هذه الكلمات لا تقال من باب النصح، وكان من المفترض إن رأوا عليك شيئا معينا أن يوجهوا لك النصح بصورة طيبة ومهذبة، وليس من خلال هذا النوع من الكلمات، وهذا النوع من الكلمات يجب أن تعامله بالتحقير والتجاهل التام وعدم الاهتمام به.

العمل -أيها الفاضل الكريم- يجمعك بجميع أنواع الناس الصالح والطالح منهم، لذا نحن نقول للناس أن علاقة العمل هي علاقة إجبارية، بمعنى أن نتعامل مع الشخص الذي يعمل معي في حدود العمل والمسؤولية، أما العلاقات الشخصية فهي ليست إجبارية، الصداقات وبناء الزمالات هذا ليس أمراً إجبارياً، قطعاً الإنسان إذا استطاع أن يلتزم بعلاقات العمل ويبني علاقات شخصية في ذات الوقت، هذا ربما يكون أجود، لكن ليس من الضروري أبداً أن ابني علاقات شخصية مع الناس إذا كان فيهم من يتقول بمثل الكلمة التي تقال لك، اجعل علاقتك في محيط العمل، والعمل -أيها الفاضل الكريم- ليس ملكاً لهؤلاء الذين يتجرؤون ويصفونك بمثل هذه الكلمات، العمل ملك للجميع، حتى صاحب العمل، العمل ليس ملكاً له، حتى رئيس الشركة، العمل ليس ملكاً له، العمل ملك لكل العاملين فيه، فيا أيها الفاضل الكريم يجب أن تشعر بعزة نفسك وتشعر بأنك -الحمد لله- جيد وطيب.

ونصيحتي لك هي أن تجيد عملك، إجادة العمل هي التي سوف تجعل كل من ينتقدك يبتعد عن ذلك، وسوف تأتيك -إن شاء الله تعالى- كلمات الثناء من المسؤولين، فاجتهد في عملك وتوكل على الله، اذهب إلى عملك، تجاهل تماماً، وتذكر قوله تعالى: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً).

ولا بد أن تأتي إلى عملك بتحفيز وإقدام، وتفاؤل، وحين تبدأ تدخل في مكان العمل سم الله، قل: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وحصن نفسك -أخي الكريم- أذكار الصباح عظيمة جداً، وتبعث الكثير من الطمأنينة في نفس الإنسان، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ما أعظمها وما أجملها -يا أخي الكريم- فأجعل نسق تفكيرك على هذا السياق.

وربما يكون أيضاً من المفيد أن تتناول أحد مضادات المخاوف البسيطة، هنالك دواء بسيط جداً يعرف باسم سيرترالين، أعتقد أنه سوف يزيل عنك هذا القلق والتوتر، فيمكن أن تتناوله بجرعة صغيرة، السيرترالين له أسماء تجارية كثيرة منها لسترال وفي مصر أيضاً يسمى مودابكس، الجرعة تبدأ بـ 25 مليجراما، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 50 مليجراما، تناول هذه الجرعة الصغيرة لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة واجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، الدواء سليم وغير إدماني والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة جداً، أرجو أن تأخذ بالنصائح التي سردتها لك، وتوكل على الله.

وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً