الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل في العزلة عن الناس الحل لما أعانيه من ألم أم الاختلاط أفضل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 28 سنة، وتأخرت كثيراً في الدراسة (نحو أربع سنوات) وكان ذلك نتيجة لإهمالي ولعامل آخر، وللأسف! فإني لا أتوقع أن تكون نتيجتي جيدة، وهو ما يجعل مستقبلي العملي غامضاً! وهذه حقيقة تقلقني؛ لأن المجال الذي درسته أصلاً لا يرجى منه عائد مادي كبير، وكل هذا أدى بي إلى تجنب الناس؛ لأني لا أريد أن يسألوني عن هذه الأمور، حتى الأهل والأقارب.

مع علمي أن كثيراً منهم أو أكثرهم يسألون من باب حرصهم علي، لكن مجرد السؤال يؤلمني، وأخاف كذلك أن تزيد الأسئلة من تأزم وضعي النفسي، لذلك فأنا حاليا أحاول تجنبهم قدر المستطاع، فما رأيكم؟ هل العزلة ولو لفترة مؤقتة قد تكون نافعة؟ أم الأفضل الاختلاط بالناس مهما كانت النتائج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم أن المستقبل بيد الله سبحانه، وأن الرزق بيد الله -جل وعلا- وليس بيد العبد أو الخلق، فعليك أن تثق بالله سبحانه وتعتمد عليه وتطلب الخير منه، ولا تربط مستقبلك بشهادة أو دراسة أو تخصص؛ لأن هذه أسباب مخلوقة، والله هو مسبب الأسباب وخالقها.

ما حصل لك من تأخر في الدراسة أمر طبيعي يقع فيه كثير من الناس، فلا تتحسس منه كثيرا ولا تخف من سؤال الآخرين لك عنه، خاصة إذا كان السؤال من قريب ومحب للاطمئنان ويجب أن توطن نفسك على الرد الإيجابي والتفكير الإيجابي في حياتك ومستقبلك، كما أن عليك أن تتعامل مع السؤال بإيجابية حتى لا تتألم نفسك مع كل سؤال يحصل لك.

عليك الاستفادة مما سبق للانطلاق نحو المستقبل المتفائل، فإن النجاح لا يأتي إلا بعد تجارب وتعب! ولا بأس أن تقرأ قصص الناجحين في الحياة وكيف تغلبوا على تجارب الفشل وتجاوزها حتى حققوا النجاح، وعليك أن تحرص على كمال التوكل على الله، والاعتماد عليه، وحسن الظن فيه، وتنطلق في دراستك وعملك بثقة، وعزيمة صادقة، وإرادة حازمة، وستجد آثار طيبة على حالك قريبا -بإذن الله-.

لا بأس بتجنب واعتزال من تشعر منه الازدراء والتحقير لك بسبب حالك، ولو لفترة مؤقتة، أما أن تعتزل الناس كلهم فهذا قرار خاطئ، وسيؤثر على نفسيتك ومستقبلك الاجتماعي.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً