الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي مع بيت الزوجية سببت لي المعاناة وأتعبتني نفسيا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطبني ابن عمي، ويريد أن يستأجر شقة في حي بعيد عنا، وأبي رفض أن يستأجر خطيبي الشقة، وأعطاه شقة في بيتنا، علما أن هذه الشقة هي لأخي الأصغر مني، في البداية رفض خطيبي بحجة أنها تحتاج إلى الكثير من المال، وهو لا يملك هذا المال، وعرض عليه أبي تجهيزها تكرما منه، أخي غاضب جدا خصوصا بعد قرب موعد الزواج، حيث طلب أبي من أخي أن يبني الدور الثالث، وكلفه بتجهيز الشقة، أتعبت أبي، فأنا أسمعه يتذمر، وأيضا أمي غاضبة.

في البداية لم يكن الأمر هكذا، أما الآن فازداد الأمر سوءا، وتعبت نفسيتي، وكرهت نفسي، والله لا أشعر بالفرح بسبب هذه المعاناة، فكيف أعالج معاناتي؟ وكيف أتعامل مع أخي؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الكريمة ما يحدث خلاف عائلي سهل معالجته، ومما ننصح به:

أن والدك الكريم يمكن أن يتم الحوار معه بشكل هادئ لإقناعه بأن تكوني مع زوجك في بيت ولو كان بعيدا عن بيت الوالد ما دمتم في نفس المدينة، فلا مشكلة -إن شاء الله تعالى-.

كما أنصح أن لا تلحوا على الخاطب أن يسكن في سكن أعده له والدك الكريم، فإن هذا الخاطب قد لا يفضل أن يسكن في سكن قريب من بيت أهل زوجته، أو ذلك يشق عليه في تجهيز البيت، وهو لا يقدر على ذلك ماديا وقد لا يحب أن يثقل على والدك في تجهيز منزله، ولهذا ينبغي تفهم هذه الأسباب وغيرها، وحاولي إقناع أبيك حتى يترك الإصرار على أن تسكني معه في نفس العمارة.

أما مسألة ما حدث من خلاف بين أبيك وأخيك حيث أن أباك كلف أخاك ببناء شقة وتجهيز شقتك: فإن هذا الخلاف ينبغي أن يحل بأن تكوني مع زوجك ولو في شقة بعيدة، ولكن إذا أصر الوالد على موقفه وألزم أخاك بما ألزمه به فأرجو منك أن تحاولي تقريب وجهات النظر، ومحاولة إقناع أخيك بأن يلبي رغبة الوالد وخاصة إذا كان مقتدرا ماديا.

عليك أن تدعي الله أن يصلح الحال، ولا داع للقلق والحزن، فإن المشكلات ينبغي علينا أن يكون لنا دور في حلها بحسب استطاعتنا، وينبغي أن نجعلها خارج نفوسنا، ولا ينبغي أن تؤثر علينا سلبيا، فإن ذلك يجعلنا في حالة ضعف ووهن، وكذلك لا فائدة من هذا القلق، بل إن المشكلة ستكون أكثر تعقيدا إذا ما دب ذلك إلى نفوسنا.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الكويت عبدالرحمن

    السلام عليكم ..
    اختي العزيزة

    علاج هذه المشكلة يكمن بجلسة حوار هادئة تتقارب فيها وجهات النظر وترجيح المصالح ومعرفة أراء كل طرف على حده . وارى اختي الكريمة ان الحل بيدك في الحقيقة حيث ان زوجك ليس لديه مشكلة في السكن بعيد عن بيتكم . والشقة لاخيك كما ذكرتي وقرر والدك اعطاءها لاخيك مما تسبب في غضبه وقد يؤثر كل ذلك على زعزعة حياتك الزوجية واستقرارها . كما ان زوجك هو المتكفل بالسكن الشرعي لك . والواقع يخبرنا ان السكن في بيت الاهل يسبب مشاكل كثيرة . وعلى كل تلك الاسباب انصحك بالتمسك بقرار الخروج بعيدا واستقلال بسكن خاص يضمك انت وزوجك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً