الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا شخصية حساسة وكثير التوتر والقلق النفسي، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 25 سنة، حساس جداً وأخاف من أن أفقد أي شخص مقرب، وأنا كثير الشك، وممكن لو أن طفلاً صغيراً قال كلمة ضايقتني أتضايق وأغضب جداً، وأي أحد تحصل بينى وبينة مشكلة أتوتر وأتضايق من أتفه الأسباب! ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في مثل هذه المواقف التي تحدَّثتَ عنها أهم شيء أن الإنسان لا يُقيِّم نفسه تقييمًا سلبيًّا، نعم حساسية الشخصية قد تكون موجودة، وفي بعض الأحيان الإنسان أيضًا قد لا يرغب في التواصل الاجتماعي، لكن أهم شيء أن يكون تقييمك لنفسك إيجابيًّا، هذه مهمَّةٌ جدًّا.

لا بد أن تُدرِّب نفسك على التعبير عن ذاتك، تُطوّر المهارات الأساسية، تعبيرات الوجه مهمَّةٌ جدًّا، حديثٌ ثابتٌ عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (تبسُّك في وجه أخيك صدقة)، و(خيرهم من يبدأ بالسلام)، {وإذا حُييتُم بتحيَّةٍ فحيُّوا بأحسن منها أو ردُّوها}، {وقولوا للناس حُسنًا}، {لا يسخر قومٌ من قومٍ}، {ولا يغتب بعضكم بعضًا}، و{ولا تلمزوا أنفسكم}، {ولا تنابزوا بالألقاب}، {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، {اجتنبوا كثيرًا من الظنِّ إن بعض الظنِّ إثم}، {ولا تجسسوا}.

هذه مداخل حقيقية لأن يتخلَّى الإنسان عن الحساسية الشخصية وضعف الكفاءة الاجتماعية.

عليك أن تقوم بالواجبات الاجتماعية، هذا علاج أساسي، بغض النظر عمَّا تحسّ به، لكن لا تترك ولا تتخلّف عن الواجبات الاجتماعية، كن رجلاً مِقْدامًا وذا همَّةٍ عالية، تُلبِّي دعوات الأفراح والمناسبات، تُقدِّم واجبات العزاء، تُشاطر وتُشارك أصدقاءك وأرحامك في كلِّ مناسباتهم، تزور المرضى في المستشفيات، تمشي في الجنائز، ترفّه عن نفسك بما هو طيبٌ وجميلٌ من خلال الذهاب إلى المتنزِّهات، وحتى النوادي ودُور الرياضة، والمجمَّعات التجارية، هذا لا بأس به أبدًا حين يكون بصورة راشدة ومنضبطة.

عليك بمعرفة الصالحين من الناس، الإنسان يتعلّم من الإنسان، وخير مَن تتعلَّم منه هو الرفيق الصالح والرفقة الصالحة، وهذا لا يتأتى إلَّا من خلال بناء نسيج اجتماعي صحيح.

كل علماء السلوك يتفقون فيما بينهم أن الشخص الذي يبني علاقاتٍ اجتماعية ممتازة وراسخة وصالحة وجيدة يعيش حياةً نفسيةً إيجابيةً وسعيدةً، فأنا أنصحك بهذا.

موضوع سرعة الغضب وأنك تتضايق لأتفه الأسباب: هذا دليل على الاحتقان النفسي الداخلي، فعبِّرْ عن ذاتك، على نطاق الأسرة، على نطاق الأصدقاء، على نطاق المعارف، هذا كله مهمٌّ، والرياضة فيها متنفَّسٌ عظيمٌ جدًّا لامتصاص الغضب النفسي الداخلي، كذلك الدعاء، تلاوة القرآن، الصلاة، برّ الوالدين.

هذه كلها تمتصُّ الطاقات النفسية الداخلية السلبية وتستبدلها لنا بما هو إيجابي، فلا بد من أن تكون لك نظرة وتخطيط إيجابي حول المستقبل، بشرط أن تعيش حاضرك بقوّة.

من المهم جدًّا أن تطور نفسك كمبرمج، التطوّر المهني يجعلنا حقيقةً نكتسب المهارات، وهذا يقوّي من شخصياتنا ويعطينا ثقةً أكبر في أنفسنا.

إذاً هذا هو الذي تحتاجه، نمط حياة مختلف ممَّا أنت عليه، وهذا هو العلاج، وأن تُحسن الظنَّ بالناس مهمٌّ جدًّا، وأن تقبل الناس كما هم لا كما تريد أيضًا شيءٌ مهمٌّ جدًّا، وأن تصبر على أذاهم فأنت في الخيرية، فخير الناس الذي يُخالط الناس ويصبر على أذاهم، وأريدك أيضًا أن تقرأ عن الذكاء العاطفي، هذا من العلوم الجيدة الرصينة جدًّا، كتبٌ عديدة عن الذكاء العاطفي أو الوجداني سوف تجدها في المكتبات، الذكاء العاطفي من خلاله نتعلّم كيف نتعامل مع أنفسنا ومع الآخرين بصورة إيجابية وذاتِ فائدة ومثمرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً