الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بصدمة على الرأس أدت لوسواس أني مصاب بنزيف.. ما تشخيصكم؟

السؤال

مند حوالي الـ3 أيام أصبت برأسي، وأنا صاعد في الدرج بالسقف لم أشعر بألم شديد أو دوخة بعد تلقي الضربة، الصدمة لم تحدث كدمات تذكر حتى أني أعجز عن تحديد مكانها الدقيق برأسي حاليا، يمكن؛ لأن الضربة كانت ليست بالقوية نسبيا، لكن مند ذلك الوقت وأنا أوسوس أن الضربة قد أحدثت لي نزيفا في الرأس خاصة بعدما قرأت أن أعراض النزيف الناتج عن صدمة ممكن تظهر حتى بعد أسبوعين من تلقي الضربة، ما زاد قلقي أيضا هو أنني أشرب الزنجبيل بانتظام تقريبا بمعدل 3 كؤوس صغيرة في الأسبوع، كما معروف على الزنجبيل هو أنه مسيل للدم، والأشخاص الذين يتناولون مسيلات للدم تكون احتمالية حدوث نزيف عندهم أعلى من البقية.

كما أني منذ تلقي الضربة أصبحت أحس بانخفاض للوعي والتركيز، هل ممكن تكون هذه أعراض نفسية؟ لأنني عانيت سابقا أيضا من الوسواس القهري، واختلال الأنية بدرجة كبيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

أيها الفاضل الكريم: قابليتك للمخاوف وللقلق وللوسوسة هي التي جعلتك تُضخِّم هذا الموضوع، بالرغم من أنه أمرٌ بسيطٌ جدًّا وعارضٌ جدًّا ويحدث لكثير من الناس، النزيف الدماغي - أيها الفاضل الكريم - حين يحدث نتيجةً لضربات الرأس يجب أن تكون هذه الضربات ضرباتٍ شديدة، وغالبًا مرتبطة بمرحلة من افتقاد الوعي، وكذلك أثر الضربات وتسبيبها للنزيف يظهر أكثر لدى كبار السِّن، وليس في الذين من عمرك.

من وجهة نظري أن هذا الأمر قد انتهى تمامًا، والحمدُ لله على سلامتك، ويجب ألَّا تُوسوس حياله أبدًا.

إن كنتَ تُريدَ أن تطمئن أكثر ليس هنالك ما يمنعك أن تذهب إلى الطبيب وتُجريَ صورة أشعة للرأس، أنا لا أرى أن هذا ضروري أبدًا، لكن إن كان إجراء هذه الصور بسهولة، فلا مانع أن تقوم بذلك.

أما بالنسبة لشراب الزنجبيل فهو بالفعل قد يُساعد في منع التجلط الدموي، لكنه لا يؤدي إلى سيولة مُخلَّة بالكيفية التي ذكرتها، لا، هو مفيد، ولن يكون سببًا أبدًا في نزيفٍ مفرطٍ، أنا أعتقد أن الأمر كله يتعلَّقُ بالقلق والوسوسة والخوف، تجاهل هذا الأمر تمامًا، وكما ذكرتُ لك إن كان هنالك إصرار من جانبك وسهولة في عمل صورة أشعة للرأس، فليس هنالك ما يمنع من ذلك.

أرجو أن تشغل نفسك بما هو مفيد، عش حياتك بصورة طبيعية، مارس أي نوعٍ من الرياضة البدنية المعقولة، أي غير العنيفة والمُنهكة، نم النوم الليلي المبكر، واستعن بالأذكار، واسأل الله أن يحفظك، واجتهد في دراستك، وكن بارًّا بوالديك... هذا أفضل لك كثيرًا من أن تشغل نفسك بصغائر الأمور هذه.

جزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً