الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قريبي نحف كثيرا وأصبح انطوائيا وقليل النوم.. أفيدونا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قريبي منذ شهرين بدأت معه حالة من نقص في الشهية، وعدم الأكل، وقلة الخروج والاجتماعات بالأخص، منذ هذه المشكلة إذا أكل شيئا رجعه، ونقص وزنه بشكل كبير لدرجة أنه أصبح عظاما فقط، ذهبنا به لأكثر من مشفى للتحليل، وقيل إنها جرثومة، وإذا حلل مرة ثانيه قيل إنه سليم لا يعلمون ما هي المشكلة بالتحديد! فكل مشفى له كلام، والأكثر يقولون إنه سليم، والأرجح إنها عين، ذهبنا له لعدة شيوخ فإذا قرئ عليه ارتاح لمدة يومين، ثم تعود مشكلته، يعاني آخر الليل من قلة النوم، وآلام شديدة، أرجو الحل، وشاكر لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حجاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على اهتمامك بأمر قريبك هذا، والذي نسأل الله تعالى له العافية والشفاء، أنت ذكرت أنه سليم كما ذكر الأطباء، وذلك بعد إجراء الفحص عليه، وأقول لك أنه ربما يكون سليماً من الناحية الجسدية، لكنه قطعاً من الناحية النفسية ليس سليماً، فالانعزال، وعدم التفاعل الاجتماعي، وفقدان الشهية، واضطراب النوم في الليل هذا أخي الكريم غالباً يكون دليلاً على وجود مرض نفسي كالاكتئاب النفسي الشديد مثلاً، أو ربما يكون يعاني مما يعرف بفقدان الشهية العصبي، أو ربما يكون يعاني من أحد هذه الأمراض الذهانية المعروفة.

فالابتعاد الاجتماعي وعدم الخروج من المنزل أيضاً يحتمل أن يكون لديه رهاب شديد، أي خوف شديد من الخروج، وهنالك مرض يعرف برهاب الساحة، مع نوبات الهرع قد يمنع الإنسان تماماً من الخروج من البيت، ومن ثم يحصل له اكتئاب ثانوي والاكتئاب الثانوي ينتج عنه اضطراب النوم، وفقدان الشهية، هذا الأخ وبعد استشارة طبيبه الباطني أرجو أن تذهبوا به إلى الطبيب النفسي، -وإن شاء الله تعالى- سوف يوجد علاجه هنالك عند الطبيب النفسي، غالباً يحتاج لشيء ليحسن نومه وشهيته، ويحسن مزاجه، ويزيل عنه هذا الخوف، وهنالك أدوية نفسية ممتازة وبسيطة وسليمة تعالج مثل هذه الحالات، فأرجو أن لا تتأخروا أبداً أخي الكريم في إسعافه ومعاونته والبحث عن علاجه.. وأسأل الله له الشفاء.

ومن جانبكم عليك أيضاً بتشجيعه ومساندته اجتماعياً والجلوس معه، الإنسان حين يشعر أن هنالك من يحبه ويقدره ويفضله ويسانده ويساعده، هذا ينعكس عليه إيجابياً، على الأقل سوف يجعله يتعاون معكم في موضوع العلاج، والذهاب إلى الطبيب.

مرة أخرى أخي الكريم جزاك الله خيراً على الثقة في إسلام ويب.. ونسأل الله تعالى لمريضكم العافية والشفاء ولجميع مرضى المسلمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً