الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم يقم يقبل توظيفي أحد وأنا لا أملك قوتي!

السؤال

السلام عليكم..

عمري 31 سنة، أعزب، مقيم غير شرعي في بلجيكا منذ 10 سنوات، بدون شهادات دراسية، وليس لدي مال، ولم يقبل أحد بتوظيفي حتى في الأعمال الشاقة، وإذا اشتغلت يتم تسريحي بعد أسبوع على الأكثر، كلهم يدفعون لي الأجر بزيادة، أرفض الجلوس في موائد الخمر، أرفض الغش والسرقة، وأظن أن هذا هو السبب، الكل يظن أن لدي أموالا، ويطلبون مني إقراضهم حتى المقيمون الشرعيون، لا أحمل الهم، ولا أفكر فيه، إذا رأيتني تقول عني مليارديرا، لكني لا أملك قوتي.

جاء إلي رجل غني يطلب مني الزواج من ابنته ذات الشهادات، والجمال، والمال، والنسب، والسكن، ومشروعها الخاص، ويعلم حقيقة وضعي، وكل شيء جميل لديها، وقد تقدم لخطبتها خاطبون فرفضتهم قبلي، وأنا الشخص الثالث الذي يطلبني لابنته.

أهلي ينعتونني بمحب الفقر؛ لاختلافنا في الرأي، لأني أرفض زواج المصلحة، ووالدي سيجن ويطير عقله كلما رفضت طلبا.

هذه المرة أطلت التفكير بالأمر بسبب الضغط العائلي علي، فتهت، ولا أعرف ماذا أفعل بأمري هذا، مع العلم أني طلبت المشورة من المقربين، والكل لا يرى سوى المال، وأريد ردا دينيا وليس اجتماعيا أو ماليا؛ فهذا زواج وليس أسهما في بورصة.


وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حامد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالمعيار في قبول الزوج أو الزوجة في الإسلام هو الدين والخلق، قال: -صلى الله عليه وسلم-:(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

فإذا كانت تلك الفتاة صاحبة دين وخلق فاقبل هذا العرض الذي ساقه الله إليك دون تعب، ويسره الله لك، وحرم منه غيرك.

ولأن توفر الدين والخلق في الزوج، والزوجة أهم سبب للاستقرار والحياة الزوجية السعيدة.

وننصحك بأن تصلي صلاة الاستخارة، وتدعو بدعائها، فإن اطمأنت نفسك بعد الاستخارة للزواج بها فلا تتردد.

وإن كانت الفتاة ليست صاحبة دين وخلق أو لم تطمئن نفسك بعد الاستخارة للزواج منها فاعتذر لهم، وسيجعل الله لك فرجا ومخرجا.

وبخصوص عدم وجود عمل مناسب لك بسبب تدينك كما تقول:
فننصحك بالصبر والتحمل واحتساب الأجر، ولا تبع دينك من أجل الحصول على العمل، وسيجعل الله لك مخرجا وفرجا.

كما ننصحك بالبحث عن عمل مناسب لدى جهات أو أشخاص متدينين، ولن تعدم ذلك.

أما إن كان السبب لعدم استمرارك في العمل هو قلة الخبرة والمهارة لديك، أو لسبب آخر فيك، فحاول أن تتخلص من أي عائق، وتتدرب وتتقن مهارات العمل المناسب لك، وإن شاء الله ستنجح في أي عمل جديد تحصل عليه.

ولا تنسى الدعاء بالتوفيق والتيسير والثبات على الاستقامة وخاصة في بلد الغربة.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً