الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشتكو من الخفقان المستمر رغم سلامة تخطيط القلب، فما سببه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العمر30 سنة، مشكلتي بدأت منذ حوالي ثلاثة أشهر، بعد إصابتي فجأة ولأول مرة بخفقان القلب، ولا أدري ما سببه! منذ ذلك الوقت وحتى الآن وأنا قلق، والأعراض تختفي لفترة ثم ترجع، تكرر حدوث الخفقان لأكثر من مرة، وأعدت تخطيط القلب سبع مرات، والجميع يقول بأنني سليم، البعض قال بأن لدي تسارعا منتظما، وبعضهم يقول لا توجد مشكلة.

لدي موعد لتركيب جهاز هولتر، ولكنه لم يأت إلى الآن، مشكلة الخفقان مستمرة، وما زالت تقلقني، وتكررت في الأمس، ولكنها لم تستمر طويلا.

هناك مشكلة أخرى تحصل كل فترة، وهي إحساسي برفرفه غريبة وسط الصدر، يصحبها شعور غريب ومفزع، وكأنه هبوط، تأتي لثلاث ثوان وتختفي.

أعاني من غازات البطن وأصوات القرقرة، وأحيانا تكون في الصدر من الجهة اليسرى تأتي وتذهب، أيضا في بعض الأحيان أشعر بحرقان شديد في منتصف الصدر، وداخل البلعوم، ولا أدري ما سببه، وما مدى تأثيره على القلب!

أريد ذكر بعض الأشياء التي حصلت ولا أدري هل هي السبب أم لا: قبل سنة كنت في حالة استفراغ-أعزكم الله-، وفجأة أغمي علي، لا أدري كم من الوقت، ولكنني استيقظت فجأة، وكنت مرعوبا، ثم نسيت الأمر وأكملت.

قبل أول خفقان كنت في الليلة السابقة أشرب، وعند الاستيقاظ من النوم، كنت في حالة غثيان، ولم أتناول أي شيء، فقط أشعلت السيجارة، وقبل إكمالها حصل الخفقان، شعرت بخوف شديد، واعتقدت أنني سأموت في تلك اللحظة.

ذهبت إلى الطوارئ، وبعد التخطيط قال الطبيب بأنني طبيعي، بعدها لم أدخن يومين، ثم أشعلت سيجارة وأنا متخوف، فبدأ الخفقان وأطفأت السيجارة، نسيت الأمر ورجعت لما كنت عليه، وبعد شهر تكرر الخفقان مجددا، كنت في طريق السفر، وكان الخفقان شديدا، وبعد ساعة وصلت إلى المستشفى وأنا غير مصدق أنني ما زلت حيا، وبعد قياس الضغط كان مرتفعا 170/108.

قبل الإصابة بهذا الخفقان بأربعة أيام تناولت مشروبا، وبعده كنت أشعر بالغثيان واستفرغت ثلاث مرات، كنت قلقا ونادما ومعتقدا بأنني مصاب بعلة في الكبد.

منذ ذلك الوقت وحتى اليوم توقفت عن ذلك الشيء، ولكن في الأمس كنت مسافرا بنفس الطريق، وفي نفس المكان تقريبا حصل لي الخفقان، لا أدري هل هي علة عضوية أم نفسية!

بعد مكالمتي لأحد الأصدقاء وأنا في الطريق كان يخبرني أن ما أعانيه هو القولون العصبي، وأنا حائر بالأمر.

أعتذر عن الإطالة، وأتمنى أن يكون ما كتبته واضحا، وإن لم يكن فأنا أعتذر، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل معك هي أعراض نفسية مائة بالمائة؛ فالخفقان الشديد المصاحب بغازات بالبطن وقرقرة، هذه أعراض بدنية للتوتر والقلق النفسي، وبعد ذلك حصلتْ لك نوبة هلع واضحة، أعراض قلق وتوتر، مع الخوف الشديد من الموت في تلك اللحظة.

نوبة القلق واضحة، والقلق في أحيانٍ كثيرة يزيد ضغط الدم، وبالذات الضغط السِيستولي -أي الفوق الخط-، الضغط السيستولي –أو تحت الخط– عادة لا يتأثّر بالقلق والتوتر، ولذلك عليك قياس ضغط الدم بصورة منتظمة ودورية في الفترة القادمة، حتى تتأكد من أنه ليس هناك مرض ارتفاع ضغط الدم، وإنما له علاقة بالقلق والتوتر، وهذا يظهر من خلال التذبذب في القراءات، مرة طبيعية ومرة مرتفعة.

الشيء الآخر: دائمًا نوبات الهلع يحصل معها رهاب، ورهاب الخروج أو الخوف من أن تحدث مرة أخرى، وهذا ما حصل معك –أخي الكريم–، كونها تحصل معك في نفس المكان، أو تخاف من نفس المكان الذي مررت به عند السفر.

السيجارة: هذا شيء صدفة عادة، الدخان لا يؤدي إلى القلق والتوتر، ولكن الأعراض الانسحابية منه قد يكون فيها قلق وتوتر.

مرضك مرض نفسي، وهو يتمثل في القلق والتوتر، ونوبة الهلع، وتحتاج لعلاج نفسي عن طريق اختصاصي الطب النفسي، وقد يكون العلاج دوائيًا أو نفسيًا حسب ما يراه الطبيب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً