الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابتليت بالخوف من الموت فكيف أستطيع التخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أريد أن أشكركم على جهودكم الرائعة في هذه الصفحة، وأدعو الله أن يجعلها في ميزان حسانتكم.

سأروي قصتي:
منذ ثلاث سنوات صحوت من النوم ولدي شعور غريب جدا، وهو إحساسي بأنني سأموت، وكنت أرى الدنيا باللونين الأسود والأبيض، مع تسارع ضربات القلب، ومنذ ذلك اليوم حتى سنتين فقدت طعم الحياة.

أصبحت أخاف من الموت، والمرض، والطائرة، والعزلة، والظلمة، أو أن أفقد شخصًا قريبًا بعدما فقدت والدي، أي خبر حول موت أحد الأشخاص كنت أتحمس لأستفسر عن سبب الموت، وكنت عندما أعلم السبب أظل خائفا من أن تصيبني الحالة نفسها.

عندما أعاني من أي مرض شائع وبسيط، دائما تراودني فكرة بأنه ليس بسيطا، ويمكن أن يكون مرضا خطيرا، علما بأنني أكره وأخاف من زيارة الأطباء والمستشفيات، أو انتظار الطبيب حتى يعطي استشارته، أبدأ بالتعرق والإحساس بخفقان القلب.

دائما أعيش في قلق وتوتر من المستقبل، وخائف من كبر العمر و مرور الأيام، هذا الشعور يجعلني أفقد اللحظات الحلوة التي أعيشها مع عائلتي.

وعندما يكون هناك أي سفر أو إجازة لي ولعائلتي، أظل قلقا و متوترا من ركوب الطائرة، وأفكر بأننا لن نصل إلى المكان، ولن نفعل ما نخططه للإجازة، وأرى زوجتي تخطط وفرحة، وأنا أمثل الفرحة، علما بأنني مسلم وأخاف الله، غير مواظب على الصلاة، لكنني لا أقطعها نهائيا، وأواصل الذكر دائما.

يا إخوتي ساعدوني، أكره القلق والتوتر، وأعتبره للنساء لأنهن عاطفيات، أكره الخوف، أكره التفكير الكثير، ولكنني لست قادرا على السيطرة عليه.

أرجوكم أفيدوني، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حصل معك في الأول نوبة هلع عند الاستيقاظ من النوم، وبعدها أعراض قلق وتوتر ظاهرة، مثل الخوف من الموت، وأعراض رهابية كركوب الطائرة أو الخوف من الظلام وأشياء من هذا القبيل، ولكن أهم شيء طبعًا صار طبعًا هو الخوف من الموت، أو ذكر الموت، أو موت شخص عزيز، وكل هذه أعراض قلق وتوتر ظاهرة.

ومن الأشياء التي يمكن أن تساعد بها نفسك: الانتظام على الصلاة، الانتظام على الصلاة مهمٌ جدًّا، وقراءة القرآن، والدعاء، والذكر، فإن ذكر الله يؤدي إلى السكينة والطمأنينة، وصدق الله إذ يقول: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وقال: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تُليتْ عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم يُنفقون * أولئك هم المؤمنون حقًّا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزقٌ كريم}.

وأيضًا ممارسة الرياضة، وبالذات رياضة المشي، تؤدي إلى الاسترخاء النفسي.

كذلك الانشغال عن هذا التفكير، وعدم الميول إلى العزلة، لأن العزلة تؤدي وتزيد من هذا الشعور وهذه الأفكار، ولا تُعالجها، فالاختلاط بالناس والانخراط في الأنشطة الحياتية اليومية يُساعد كثيرًا في الراحة النفسية والطمأنينة.

ولكن إذا زادتْ هذه الأشياء ولم تستطع السيطرة عليها فلابد من التدخل العلاجي، والعلاج إمَّا أن يكون بالأدوية، أو يكون بجلسات نفسية منتظمة، وكل هذا يتم عن طريق أخصائي الطب النفسي إذا زادت هذه الأعراض ولم تستطع التغلب عليها.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً