الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نضوب مشاعر الزوج تجاه زوجته وأثر المشاكل الزوجية في ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي زوجي وأهلي، فأنا أشعر بأن زوجي تغير علي كثيراً، وأصبح لا يُبالي بمشاعري، حتى ولو حاول إظهار عكس ذلك، فأنا تزوجته بواسطة الأهل، فهو قريبٌ مني، وفي بداية الأمر لم أكن مقتنعةً به، لكن مع إلحاح أهلي قبلت الزواج منه دون اقتناع، مع أني في بداية زواجنا أحسست براحة معه وأمان، وتغاضيت عن عيوبه التي منها أنه لا يجيد فن التعامل معي، وغير رومانسي، لكنه في المقابل طيب وحنون.
وبعد مُضي أربع سنوات من زواجنا بدأ يتغير، وأصبح لا يبالي بي ولا بمشاعري، وعندما يدور شجارٌ بيننا لا يحاول إرضائي أبداً إلا إذا جئت وقلت له: نريد أن نناقش مشكلتنا ونجد الحل المناسب، وعندها يبدأ في القول بأنه يحبني.. وما شابه ذلك، ولكن بعد ماذا؟! بعد أن شعرت أنه لا يهتم بي ولا بغضبي ولا يبادر بإرضائي، والمشكلة أيضاً أننا عندما يدور خصام ومشاجرة بيني وبينه وأُدخل الأهل في الموضوع يقفون إلى جانبه ويقفون في صفه، مما جعل زوجي يتمرد علي، وأحس بأن كل الناس في صفه، وموقف الأهل جعلني دائماً في حزنٍ وبكاء شديد، وجعلني أحقد على زوجي، وأشعر بالكره نحوه، فأصبحت لا أطيق النوم معه، ولا الحديث معه، وأشعر دائماً بعصبية، وأفكر في الانفصال، ولكن إلى أين أذهب؟! فأبي متزوج من أخرى، وأمي متزوجة أيضاً من رجلٍ آخر، فليس لي أحد، وفي نفس الوقت لا أطيق العيش معه، ولا أستطيع تحمله، فماذا أفعل؟ لقد صبرت بما فيه الكفاية، حياتي أصبحت جحيماً لا يُطاق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، آمين.
الأخت الفاضلة بخصوص مشكلة زوجك وعدم مبالاته بك أقول لك ـ أختي ـ الآتي:

إن كثيراً من الناس لا يقدرون المواقف قدرها ولا مشاعر الغير كذلك، بمعنى أنهم لا يعاملون الغير كما يعاملهم الغير، لا سيما بعض الأزواج، ومن هنا تأتي المشكلة، بجانب ذلك فإن الحياة الزوجية لا تكون كلها صفاء ونعيماً وخالية من المشاكل؛ كلا! فقلما تخلو حياة زوجين من مشاكل، والسبب واضح وهو اختلاف الزوجين في تقديرهما وسلوكهما وفهمهما ومشاعرهما ...إلخ.

ولذا ننصح دائماً الزوجين ألا ينظرا بعين واحدة بل يجب أن ينظرا بعينين اثنتين، بمعنى ألا ينظر أحدهما إلى عيوب الآخر بل يحب أن ينظر كذلك إلى حسناته وإيجابياته، فلم يخلق الإنسان وكله سوء، بل فيه خير، ومن هنا فيحمد الزوج لأخيه الآخر هذا الخير ويصبر على سلبياته وإلا فلن تدوم الحياة ولا يمكن أن يوجد الرفيق الذي يكون كله خيراً، هذا بصورة عامة.

أما بخصوص زوجك فأرى -أختي- أن تغيري أسلوب النقاش فلا يكون بشيء من الانفعال: أن تبدئيه وكأن هناك مشكلة كبيرة جدّاً حاصلة، كذلك وقت النقاش فليس للرجل استعداد لأن يناقش في كل وقت، كما أن النقاش الدائم غير محبب فهذا نفسه يولد المشاكل؛ فعليك أن تغضِّي الطرف عن كثير من المشاكل ولا تناقشيه إلا عند ما يصل الأمر منتهاه وفي الأمور الكبيرة.

أختي، إن للفراغ الذي يعيشه الزوجان أثر كبير في كثرة المشاكل، فأرى أن تؤدي لزوجك حقه من طعامه وتنظيم البيت وعلى الفراش، ثم املئي وقتك أنتِ إما بالالتحاق بدراسة أو بمركز لتحفيظ القرآن أو بحضور دروس ومحاضرات حتى يشعر هو بحوجته لك وتودده إليك فيبحث عنك، وبهذا تقللين من المشاكل معه والاحتكاك به، لا أعني أنك تقاطعينه وتخاصمينه، ولكن أقصد أن ملء وقتك لا يجعل لك فراغاً تفكرين في هذه المشاكل، كما أنه من المعلوم أنه كلما احتجب الإنسان عن الغير اشتاق له الغير، ولا نعني بالاحتجاب أن تختفي عنه، إنما تنشغلين بواجباته.

وعليه فمن ضمن الحل أرى أن تضعي لنفسك برنامجاً تملئين به وقتك مع عدم التقصير في حق الزوج، وبعد كل هذا أكثري من الابتهال لله تعالى أن يصلح أحوالكما ويجمع شملكما ويوفق بينكما.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً