الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لشاب في كيفية إقناع والديه بخطبة من يحب

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاماً، ولي أخ صغير، وحالتنا ميسورة والحمد لله، وأنا ملتزم، وبعد قراءة الفتاوى السابقة في مشكلة الخطبة لدى الشباب لم أجد حالة تناسب حالتي، وأرجو من سيادتكم أن تجيبوني شخصياً، ولا تحيلوني إلى فتاوى سابقة.
فمشكلتي تكمن في كيفيه إقناع والدي بالخطبة، خصوصاً وأن والدتي تحسب الأشياء بالواقع الذي نعيش فيه، وكيفية المعيشة في عصر الغلاء، وتقول: إن أمامي خمس سنوات على الأقل عندما أفكر في هذا الموضوع.

والأمر الثاني: أني لا أعرف كيفية إقناع والدي بأني سوف أخطب زميلة في الجامعة ولما أكلمها قط، ولكنها انتقبت قريباً، وكنت أراها في مسابقات القرآن في الجامعة دون أن أكلمها لأني لا أختلط بأحد، ووالداي يعرفان ذلك، ويعرفان أني دوماً أصوم وأحفظ القرآن، ووالدي يشجعني على الخطبة، ولكني لا أعرف كيف أقنعه، وأنا لم أقعد معه منذ صغري كي يحاول أن يعرف ما يدور في رأسي، أو يعلمني أمور الحياة.
أرجو الإفادة وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئاً لنا ولأهلك بهذا الحرص على القرآن والصيام والحياء والاحترام، ومرحباً بك في موقعك مع آبائك وإخوانك الكرام، ونسأل الله أن يحقق مرادك، وأن يدفعك للأمام، وأن يدخلك جنته مع رسله وأن يرفع لك المقام.

وإذا كان والدك يشجعك على الخطبة فقد تخلصت بحول الله وقوته من أكبر العقبات، وأرجو أن تعرض ما في نفسك على الأعمام والعمات من أجل أن يعرضوا الأمر على والدك، فإن في ذلك رفعاً للحرج عنكم وعن والدك.

وليت الآباء أدركوا أن حاجة أبنائهم للعفاف لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب، وأن من واجبهم أن يساعدوهم في أمر الزواج، وقد قال سعيد بن العاص رضي الله عنه: (إذا علم الرجل ولده القرآن وحج به بيت الله الحرام وزوجه فقد خرج من حقه).

ونحن نتمنى أن تكسر الحواجز الوهمية وتقترب من والدك وتخرج له ما يدور في نفسك، وتأكد أنه سوف يسعد بذلك جداً.

وأرجو أن تكون خطوتك الأولى بعد الاستخارة هي عرض الأمر على أهلك، وإذا وجدت في نفسك ميلاً لفتاة فأطلب من أهلك أن يكلموا أهلها، واعلم أنه لا خير في علاقة تتم في الخفاء.

وقد أسعدني ميلك إلى من تحفظ القرآن وتلتزم الستر والآداب، وهذه وصيتي لك بتقوى الله مجدداً.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً