الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التكافؤ في المستوى العلمي والجمالي بين الزوجين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرفت على شاب طيب وذو خلق ودين، ارتاحت له نفسي وأحببته، والآن يريد التقدم لخطبتي لكنني مترددة؛ نظراً لوجود عدم تكافؤ بيني وبينه في أمرين.

الأول: كونه أجمل مني مظهراً وأستغفر الله من هذا القول.
والأمر الثاني: فيتمثل في المستوى الدراسي حيث إني - والحمد لله بدون غرور- متفوقة في الدراسة والآن على وشك نيل الإجازة في الأدب الفرنسي وأطمح في إتمام دراستي الماجستير ثم الدكتوراه، في حين أنه لم يتم دراسته بالجامعة، ويعمل لحسابه الخاص ووضعه المادي جيد.

فهل لهذين الأمرين تأثير على العلاقة الزوجية فيما بعد؟ علماً أنه يحبني ويحترمني وجدًا متمسك بي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الأشياء المذكورة لا تؤثر إذا وجد القبول والارتياح، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وإذا كان الشاب قد اختارك من بين سائر البنات ووجدت في نفسك ارتياحا وهو طيب وصاحب دين، فاحمدي الله على توفيقه واطردي عنك الوساوس واعلمي أن صلاح الدين هو الأمر المهم، ولا ينبغي أن تترفعي عليه بمؤهلاتك العلمية، وعليه أن لا يفاخر بما أعطاه الله من الوسامة.

والشهادات لا تغني عن أهلها إذا لم تكن معها أدب وأخلاق ودين وأحسن من قال:
لو كان في العلم من دون التقى شرف **** لكان أشرف خلق الله إبليس

ولن ينفع الإنسان بجماله إذا لم يتحل بالأخلاق والآداب والدين.

وأحسن من قال:
جمال الوجه مع قبح النفوس *** كقنديل على قبر المجوس

فاقبلي به، وأقبلي عليه، وعامليه بمثل ما تحبي أن يعاملك به، واعلمي أن الأرواح هي التي تتلاقى وتتجانس قبل الأشكال، والناس في باب الجمال مذاهب ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع.

وإذا حرص الإنسان على طاعة الله أحبه الله وألقى له القبول في الأرض قال تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ))[مريم:96].

وأرجو أن تعرف كل فتاة أن الجمال ليس في المكياج والزينة وإنما الجمال الحقيقي هبة من الله، وإن جمال الجسد عمره محدود ولكن جمال الروح بلا حدود، وكم من فتاة جميلة في مظهرها لكنها عصت الله فمقتتها النفوس؛ لأنها عاصية للملك القدوس، وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها، ونسأله تبارك وتعالى أن يصرف قلوبنا إلى طاعته وأن يجعلنا ممن يحب بحبه ويحشر مع حبيبه ومصطفاه.

ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير، ووصيتي لكم بتقوى الله ثم بضرورة التعاون على البر والتقوى مع ضرورة أن يكون مراسيم الزواج موافقة لآداب الشريعة.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً