الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج السلوكي من أهم وسائل علاج الوساوس القهرية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الموقع الذي يساهم في علاج كثير من الناس وجزاكم الله ألف خير على ما تقمون به.

أما بالنسبة لي فأنا مصاب بوسواس قهري، وهذا ما شخصه لي الطبيب النفسي وأعطاني دواءً يعرف باسم زيروكسات.

ولقد تحسنت حالتي قليلاً ولكن ما زلت أعاني من بعض الوساوس مثل الشعور بأني غير موجود، أو أني ميت، أو أنه لا يوجد أناس حولي، ولقد سئمت من هذه الأفكار، وأما طلبي فهل أزيد جرعة الزيروكسات، علما بأن الجرعة التي أتناولها هي 25 ملجراما، وما هي الطريقة لزيادتها؟ وهل هناك دواء يكون داعماً للزيروكسات؟

جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على ثقتك في موقع الشبكة الإسلامية ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً وينفع بنا.

الوساوس القهرية -أيها الأخ الكريم- من أهم وسائل علاجها هو العلاج السلوكي، والذي يقوم على تجاهل وتحقير فكرة الوسواس نفسه ومحاولة التحكم في القلق المصاحب حين يبدأ الإنسان في مقاومة هذه الوساوس، ومن الطرق الأخرى هو أن تربط ما بين الفكرة الوسواسية واستشعار مخالف، فعلى سبيل المثال: حين تأتيك هذه الفكرة -أنك غير موجود- قم بالضرب على يدك حتى تشعر بالألم، وبطريقة أخرى وأفضل: ارفع صوتك بالتكبير إن أمكن وكذلك التشهد، والمقصود هنا أن يُربط الألم بالوسواس مما يؤدي إلى إضعافه، هذه التمارين تتطلب التكرار والقناعة بجديتها وفائدتها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فالزيروكسات يُعتبر من الأدوية الجدية لمقاومة الوساوس، ولكن الجرعة يجب أن تكون فوق المتوسط دائماً، بمعنى أنه من الأفضل أن ترفع الجرعة إلى (50 مليجراما) في اليوم، وبجانب الزيروكسات أرجو أن تتناول عقاراً آخر يعرف باسم (رزبريدون) وذلك بجرعة واحد مليجراما في اليوم ليلاً لمدة ثلاثة أشهر.

أما جرعة الزيروكسات -50 مليجراما- فيجب أن تستمر عليها على الأقل لمدة تسعة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن تخفض.

هنالك دراسات تُشير إلى أن الفافرين ربما يكون دواءً أفضل في علاج مثل هذه الوساوس، ولكن في الوقت الحاضر أنصحك بالاستمرار على الزيروكسات ما دمت قد بدأت العلاج عليه.

أرجو – أخي الكريم- أن تركز على العلاج السلوكي بجانب العلاج الدوائي، وما دمت تعمل في الحقل الطبي فربما يكون من الميسر والأفضل أن تقابل أحد الأخصائيين النفسيين -وليس طبيباً نفسياً- وذلك من أجل القيام ببعض الجلسات الكلامية الاسترشادية والتي تقوم على العلاج المعرفي السلوكي لمقاومة الوساوس القهرية.

أسأل الله لك الشفاء والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً