الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير ظاهرة خوف الطفل في السابعة من عمره عند ذهابه إلى المدرسة وعلاجها

السؤال

السلام عليكم

ابني بعمر 7 سنوات، لديه قلق وخوف عندما آخذه إلى المدرسة، أريد أن أستفسر، هل الطفل في هذا العمر يكون عرضة لوساوس الشيطان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:

هذا الخوف والقلق الذي ينتاب هذا الابن - حفظه الله – حينما يكون ذاهباً إلى المدرسة هو ليس خوفاً من المدرسة ولكنه خوف من فراق أمان البيت، بمعنى أن الطفل يكون مرتبطاً ومتعلقاً بك أو بأحد إخوانه، وحين يذهب إلى المدرسة يشعر بهذا الفراق.

هذا القلق والتوتر بالرغم من أنه ليس كراهية في المدرسة وهو خوف من الفراق – كما ذكرت لك – ولكن يحدث أيضاً في أوقات معينة كأن تحدث إشكالية مع طفل آخر في المدرسة، فهذا ربما يشجع مثل هذا السلوك، كما أن تغيير المدرسة ربما يؤدي إلى ذلك، وتغيير المعلم ربما يؤدي أيضاً إلى ذلك، وبداية السنة الدراسية تكثر فيها مثل هذه الأعراض – وهكذا – ولكنَّ الأمر الأساسي ليس خوفاً أو كراهية في المدرسة، إنما الطفل يريد ويبحث عن أمان البيت حيث الطمأنينة.

مثل هؤلاء الأطفال كثيراً ما يكونون قد عوملوا معاملة خاصة في البيت، خاصة الابن الخاص ما يعرف بالولد الأول أو الطفل الأخير أو الولد وسط البنات أو البنت وسط البنين، أو حتى الطفل الذي لديه إعاقات بسيطة – وهكذا - مثل هذا النوع من الأطفال هم أكثر عرضة لمثل هذا الخوف من المدرسة.

الذي أرجوه هو أن تكوني حازمة مع الطفل ولكن برفق، فيجب أن يذهب الطفل إلى المدرسة ويُشجع على ذلك ويطمأن في نفس الوقت، دعي الطفل يحضر متطلبات المدرسة من الليلة السابقة، بمعنى أن يعد نفسه إعداداً نفسياً، يرتب كتبه وملابسه وشنطته – وهكذا – دعيه يدخل في هذا المزاج قبل أن يذهب إلى النوم، وهذا ضروري، وفي الصباح يجب أن يستيقظ مبكراً بعض الشيء ولا نعطيه فرصة أبداً للمساومة ولكن في نفس الوقت يُشجع بالابتسامة وبالكلمة الحسنة والتقبيل والاحتضان – وهكذا - دون إسراف ودون تدليل للطفل، فهذا ضروري جدّاً، وأنصحك أن تكوني حقيقة حازمة في ذلك؛ لأن الطفل إذا تراخينا معه سوف يتولد لديه خوف حقيقي من المدرسة ولن يذهب إلى المدرسة.

حين يذهب إلى المدرسة في الصباح هناك نوع من التشجيع، فحين يرجع ضعي في غرفته بالقرب من سريره ثلاث نجوم، أعطيه هذه النجوم التي هي عبارة عن مكافئة له، وفي اليوم الثاني أعطيه نجوما، وحين يقوم بأي عمل سلبي كأن يتردد في الذهاب اسحبي نجمة واحدة منه، ودعي الطفل يعرف أنه سوف يستبدل ما يكسبه من نجوم في نهاية الأسبوع بهدية بسيطة. هذا نوع من التشجيع والعلاج السلوكي المهم جدّاً. وحين يأتي الطفل من المدرسة يُقابل بفرحة واحتضان وتقبيل – وهكذا – هذا نوع من التحفيز.

إذن هذا هو المطلوب وهذه الحالات بسيطة، ولا بد أن تكون المعاملة للطفل على نمط واحد، بمعنى أنت ووالده وإذا كان له أخوة أكبر يجب أن يعاملوه بنفس المستوى، الجميع لا يتهاون معه في الذهاب إلى المدرسة – وهكذا -.

أما بالنسبة لسؤالك الآخر فأعتقد أن الأخوة في قسم الفتوى قد أجابوك على ذلك وهو: هل الطفل في هذا العمر يكون عرضة لوساوس الشيطان؟

لا أعتقد أن الطفل يكون عرضة لوساوس الشيطان من ناحية الإغواء وهذه الأمور، ولكن قطعاً الشيطان موجود والشيطان يصيب كل الأعمار، إذن عليك بالحرص على الدعاء لأبنائك، وأسأل الله أن يحفظهم من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، فهذا هو المفترض.
جزاك الله خيراً، ونسأل الله لابنك ولجميعكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً