الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجاوزت حدود الله مع خطيبي وأهلي يرفضون عقد القران، فماذا نفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله، أنا فتاة مخطوبة لشاب ما يقارب السنة وأهلي غير راضين على أن نعقد القران بعد، من المقرر أن نتزوج بعد ما يقارب السنة، بعد انتهائي من دراستي وحتى يتم خطيبي بناء المنزل بعون الله، ولكننا نتجاوز حدود الله من المس والكلام. ما هي حدود الله المشروعة لنا؟ ماذا أفعل ليتوب الله علينا ويثبتنا ليبعدنا عن معصيته؟

جاء شاب لخطبتي السنة الماضية الحمد لله على سنة الله ورسوله، جاء ليطلبني من أهلي وبدون أن تكون بيننا أي علاقة مسبقة، لم يوافق والداي على عقد القران رغم إصراري ومحاولتي الدائمة بإقناعهما، لكنهما يصران على أن نعقده قبل الزفاف بفترة وجيزة.

أنا أعيش في بلد أجنبي، حيث أن هنالك العديد من الأمور مباحة اجتماعيا. رفضت الخروج معه لوحدنا رغم أن هذا الأمر يعد جائزا ومحببا حتى، بقينا نلتقي عندنا في المنزل، ظننت أني أقوم بما يرضي الله، حتى بدأ أهلي يتركونا لوحدنا، لم أعي أن الأمر غير جائز، حتى أصبحنا نتجاوز حدودنا معا، وصار اللقاء بيننا لا يخلو من اللمس والقبل، كلما حاولنا الابتعاد والتوبة ضعفنا مرة أخرى.

قررنا أنا وخطيبي أن لا يأتي لزيارتنا بتاتا، ولكن أهلي لم يوافقوا على هذا القرار. لا أعرف ماذا أفعل؟ أخاف أن نبقى على هذا الحال حتى نتزوج، أشعر أنني ضعيفة لا أقوى على مواجهة شهوتي، مشاعر الذنب والندم لا تفارق تفكيري، أخاف أن ينزع الله البركة من حياتنا بسبب معصيتنا له، فقد رزقني إياه بالحلال وها أنا أعصيه في نعمة، أشعر بأني مقيدة، لا أعرف ماذا أفعل؟

بارك الله لكم جهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شعورك بالذنب والمعصية دليل خير وإيمان فيك، وما تمارسانه من علاقات الآن فكلها محرمة، ولا يجوز لكما فعلها، فمازلتما أجنبيان عن بعض ويجب عليكما التوبة منها، والإقلاع عنها فورا، والندم على ارتكابها، والعزم على عدم العودة إليها.

وأنصحكما بعقد الزواج الشرعي حتى تصيري زوجة شرعية له، ولو تأخر إجراء الزواج حتى ترتبوا أموركم، وذلك حتى لا يغويكم الشيطان فتقعا في الحرام بسبب الخلوة واللمس والكلام المحرم والتقبيل ونحوه، فإن هذه الأمور بريد للفاحشة والعياذ بالله.

ولا بد من إقناع أهلك بذلك وإبلاغهم بحدود الله وشرعه في هذه الأمور، حيث يتضح من وصفك لهم أنهم بعيدون عن معرفة أحكام الشرع ولا يهمهم تطبيقها، فإن تم العقد الشرعي بينكما فالحمد لله، وإن تعذر فأنصحك:

أن تقطعي الصلة به تماما حتى ييسر الله لكما الزواج، وتمتنعي عن اللقاء به والخلوة معه مهما كانت الأسباب؛ لأن من تمام التوبة عدم العودة للذنب حتى يغفر الله لك ما سلف من خطأ وتقصير.

وعليك بكثرة الطاعات والعبادات والاستغفار والذكر، حتى يقوى إيمانك على البعد عن الحرام وتكبح لديك الشهوة، وتهدأ نفسك من القلق، وتبتعدي عن إغواء الشيطان ووسوسته وخطواته إلى الحرام.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً