الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أكسب رضا أمي وأوفق بينها وبين زوجتي؟

السؤال

السلام عليكم.

أبلغ من العمر 30 سنة، متزوج منذ شهرين، وأقطن في بيت أهلي، حيث أن المشكلة التي قابلتني أنني أخذت زوجتي لزيارة أهلها، ومكثت 5 أيام، ولكن أمي قالت: أنه يجب أن تمكث 3 أيام كأقصى تقدير، وبأن زوجتي أصبحت تتحكم بي كما تشاء، وأني لا ألتزم بكلامها (أمي)، إذ أني تشاجرت معها بالكلام بحضور والدي وأختي، وبعدها ندمت.

أريد طريقة سليمة وشرعية للتعامل مع هذه الحالة، وشكرا، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
- فبما أنك لا زلت تسكن في بيت أهلك فعليك بالتسديد والمقاربة؛ حتى لا تتأثر والدتك بتصرفاتك أنت وزوجتك.

- احذر من غيرة الأم، فإنها قد تفسد ما بينك وبينها، وقد يصل الأذى إلى زوجتك، وعليك أنت وزوجتك أن تحسنا التصرف مع والدتك، فالأم تغار على ابنها وليس بأقل من غيرة الزوجة على زوجها.

- أرى أن العلاج الأمثل لمثل حالتك أن تقترب زوجتك من والدتك، وأن تعاملها كأنها أمها، وتستفيد من خبرتها، وتخدمها وتستشيرها وتأخذ بخاطرها، فذلك سيمتص غيرة أمك ويجعلها تتعامل مع زوجتك كتعاملها مع ابنتها.

- أرى كذلك أن تقترب من والدتك، وتعتذر لها عما بدر منك وتقبل رأسها، وتستشيرها في بعض أمورك وتبدي اهتمامك بما تقوله وبما توجهك به.

- بالتأكيد أنكما لن تأخذا حريتكما ولا راحتكما التامة ما دمتما في بيت واحد مع أهلك، ولكنها مرحلة لا بد منها، خاصة إن لم يكن عندك القدرة على الانفراد في بيت مستقل.

- هنالك أمور يمكنك أنت وزوجتك التنازل عنها مقابل العيش بهدوء وسكينة ووئام مع أهلك، وأمور يمكن الرضا منها بالقليل أو بالممكن، وما لم يتم تحصيله كله دفعة واحدة يمكن تحصيله مجزءا.

- لا بأس أن تستشير والدتك في بعض الأمور التي تريد أن تقوم بها أنت وزوجتك؛ حتى لا يوسوس لوالدتك الشيطان من أن زوجتك أصبحت تتحكم بك، كأن تستأذنها في الخروج مع زوجتك إلى الحديقة مثلا أو لزيارة أهلها.

- اصطحابك لوالدتك في حال الخروج مع زوجتك إلى الحديقة مثلا مهم للغاية؛ لأن ذلك يشعرها بمكانتها عندك.

- كون والدتك تركب بجوارك في السيارة وزوجتك في الخلف يبرز لها مكانتها ومدى احترامك وحبك لها، فلا تغفل عن هذه المعاني.

- أقترح عليك أن تشتري هدية لوالدتك بحيث تقوم زوجتك بتقديمها لها على أنها منها، فالهدية تعمل عملها في القلب، يقول عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا).

- أنصح زوجتك أن تهتم بوالدتك وتقوم بخدمتها وخدمة والدك، وتعينها على شئون البيت، فذلك سيذيب الجليد ويكسر الحاجز الذي يصنعه الشيطان الرجيم.

- أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

- أكثر من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسله أن يؤلف بين قلبي زوجتك ووالدتك، وأن يزيح عن والدتك وساوس الشيطان، وأكثر من دعاء ذي لنون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

هذه بعض الموجهات التي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، كما نسعد بتواصلك في حال إن استجد أي جديد، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً