الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية مضاعفة الإنسان أجره في رمضان

السؤال

السلام عليكم.
سؤالي هو: كيف يضاعف الإنسان أجره في رمضان؟
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Rachidovski حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على همة عالية ورغبة في طاعة الكبير المتعال، ومرحباً بك في موقعك وبين آباء وإخوان يتمنون لك التوفيق في كل مجال، ونسأل الله أن يصلح لنا دنيانا، وأن يسعدنا بحبه في المآل.
لقد سألت يا بني عن أمر عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، فارفع أكف الضراعة وردد: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه بعد أن قال له: إني لأحبك، ثم أمره أن يردد هذا الدعاء دبر كل صلاة.
ولا يخفى على أمثالك أن أفضل ما تقرب العباد به إلى الله هو أداء الفرائض التي فرضها، ثم الاهتمام بالأعمال بحسب درجاتها في الشرع، فإن الشيطان إذا عجز عن صد الإنسان عن الخير شغله بالمفضول من الأعمال على حساب الفاضل، والفقيه الواحد أشد على الشيطان من ألف عابد.
واعلم أن درجة الأعمال ترتفع بحسب إخلاص وصدق العاملين، فعمر قلبك بالإخلاص، ودرب نفسك على الصدق، واعلم أن العبادة تفضل غيرها عند حضور وقتها، فإذا أذن المؤذن للصلاة فليس هناك أفضل من إجابة النداء، وإذا دعى داعي الجهاد فليس هناك أفضل من الجلاد، وإذا دخل رمضان فليس هناك أفضل من إتقان هذه العبادة وصيانتها عن اللغو والرفث.

وتذكر أن الله ربط في كتابه بين عبادته وطاعة الوالدين، فاجتهد في برهما أحياء وأمواتاً، واعلم أن لا إله إلا الله هي أفضل ما قاله رسولنا والنبيون، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم حبيبة رضي الله عنها –وقد تركها تسبح الله– ثم رجع بعد أن ارتفع النهار: (لقد قلت بعدك أربع كلمات تعدل ما قلتيه منذ الصباح، لقد قلت: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته).

وعليك بتلاوة القرآن، فإن الحرف بعشر حسنات، واعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة.

واجتهد في أن يكون عملك احتساباً وقولك احتساباً وصيامك احتساباً، فإن العمل بلا نية جهد بلا إنتاج، وتعب بلا ثمر، واجتنب المعاصي فإن ترك الذنوب أولى من معالجة التوبة، وابحث عن ثمرة الصيام التي هي تقوى الله على الدوام، ومراقبة من لا يغفل ولا ينام، ورطب لسانك بذكره فإن الله يقول: (( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ))[العنكبوت:45].
ونسأل الله أن يوفقك للخير، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا asmaahmedmmm

    جزاك الله الف خير يا شيخ

  • أحمد محمد

    اللهم وفقنا لماتحبه وترضاه

  • السودان ابو احمد

    بارك الله فيك
    وعظم الله اجرك

  • ألمانيا Anton

    جزاك الله خيرا يا أخوة الإيمان

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً